وحالة مبيته ليست مترددة بين الحالتين ، وإنّما صبر نفسه للقتل والأسر حتّى استحق أن يباهي به الله ملائكته المكرّمين.
نصّ ما جاء في مناقب الخوارزمي :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( نزل عليّ جبرئيل صبيحة يوم فرحاً مستبشراً ، فقلت : حبيبي مالي أراك فرحاً مستبشراً؟ فقال : يا محمّد وكيف لا أكون كذلك وقد قرت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيك وإمام أمتك علي بن أبي طالب ، فقلت : وبم أكرم الله أخي وإمام أمتي؟ قال : باهى بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه وقال : ملائكتي انظروا إلى حجّتي في أرضي بعد نبيّي ، فقد عفّر خدّه في التراب تواضعاً لعظمتي ، أشهدكم أنّه إمام خلقي ومولى بريّتي ) (١).
وجاء في تفسير الثعلبي :
( إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بمكّة ، لقضاء ديونه وردّ الودائع التي كانت عنده ، فامره ليلة الخروج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أنّ ينام على فراشه صلىاللهعليهوآله فقال له : يا علي اتشح ببردي الحضرمي الأخضر ، ثمّ نم على فراشي ، فإنّه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله ، ففعل ذلك علي فأوحى الله عزّ وجلّ إلى جبرائيل وميكائيل إنّي قد آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر ، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختارا كلاهما الحياة ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمّد فنام على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدّوه ، فنزلا فكان جبرائيل عند رأسه وميكائيل
__________________
١ ـ المناقب للخوارزمي : ٣١٩ ، حديث ٣٢٢.