فيه أكثر في حديث الغدير وغيره مما يشتمل أيضاً على لفظ الولاية ، فتابع معنا.
ونختم بقول حسّان بن ثابت :
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي |
|
وكلّ بطئ في الهدى ثابت ومسارع |
أيذهب مدحيك المحبر ضائعا |
|
وما المدح في ذات الإله بضائع |
فأنت الذي أعطيت إذا أنت راكع |
|
فدتك نفوس القوم يا خير راكع |
فأنزل فيك الله خير ولاية |
|
فأثبتها في محكمات الشرائع (١) |
٣ ـ لفظ ( ولي ) هنا إنّما هو الأولى بالتصرّف ، كما في قولنا : فلان ولي القاصر ، وقد صرّح اللغويون بأن كلّ من ولي أمر أحد فهو وليّه ، فيكون المعنى أنّ الذي يلي أموركم يكون أولى بها منكم ، وهو الله عزّ وجلّ ورسوله وعلي ، لأنّه هو الذي اجتمعت به هذه الصفات ، الإيمان وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة في حال الركوع ، وقد أثبت الله في الآية الولاية لنفسه تعالى ولنبيّه ولوليّه على نسق واحد ، وولاية الله عزّ وجلّ عامّة مطلقة ، وكذا ولاية النبي والولي مثلها ؛ إذ لم تقيّد.
وهذا يتّضح اكثر عندما نرجع للآية الكريمة : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) (٢) ، فهنا جعل الله تعالى الولاية للنبي على الناس أولى منهم لأنفسهم ثمّ النبي صلّى الله عليه وآله ، أكّد لعموم المسلمين بقوله : ( ألست أولى بكم من أنفسكم )؟ ثمّ قال صلّى الله عليه وآله : ( فمن كنت مولاه فعلي مولاه ). يعني : أنّ المقام الذي تعترفون به بالنسبة إلي فهو حق ثابت لعلي عليه السلام ، فبايعه المسلمون على ذلك منذ عيّنه الرسول صلّى الله عليه وآله ، فجعلوا يباركون لعلي
__________________
١ ـ شواهد التنزيل في الهامش : ج ١ ، ص ٢١٣.
٢ ـ الأحزاب (٣٣) : ٦.