بإمرة المؤمنين ، فقال عمر بن الخطّاب : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة (١).
والنصرة ما هي إلّا أحد معاني لفظ الولاية كما في الكتب اللغوية (٢) ، ولا يجوز عقلاً ـ بغض النظر عن النقل ـ أنّ يكون معنى الولي هنا بمعنى النصير أو المحب أو نحوهما ؛ لأنّه لا يبقى لهذا الحصر وجه ، حيث إنّه تعالى نفى أنّ يكون وليّاً غير الله ورسوله والذين آمنوا بلفظة ( إنّما ) ، وهي تفيد حصر الصفة على من ذكر ، ونفيها عمّن لم يذكر.
فهل يعقل حمل الولاية في هذه الآية مع هذه القرائن على النصرة؟! وهل كان من شك في كون علي ناصراً للمؤمنين؟! وهو المعروف بصاحب الراية ، وفاتح خيبر ، وقاتل ابن عبد ود ، وصاحب ذا الفقار ، و .. إذن ، فالولاية المقصودة من هذه الآية ما ذهب إليه شيعة أهل البيت ، ولهم أدلّه أخرى تؤيّد ما ذهبوا إليه ، كحديث الغدير ونحوه حيث كرر صلىاللهعليهوآله لفظ الولاية للإمام علي عليهالسلام أكثر من مرّة وبتعابير مختلفة فمرّة يعبرّ الرسول صلىاللهعليهوآله أنّ الإمام علي عليهالسلام منه ، ومرّة نفسه ، ومرّة خليفته ، ومرّة أخيه ، ومرّة ولي كلّ مؤمن بعده ، وهذا ما سنبحثه في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
فثبت أنّ للإمام علي عليهالسلام من الولاية المطلقة كما لرسول الله صلىاللهعليهوآله لأنّ ولايته اقترنت بولاية الله ورسوله صلىاللهعليهوآله بلا استثناء ولا قيد.
٤ ـ أمّا الواو فهي حالية ، كما جاء في النصوص السابقة أنّ الإمام علي عليهالسلام
__________________
١ ـ مسند أحمد ٤ : ٢٨١ ، تاريخ بغداد ٨ : ٢٨٤.
٢ ـ تاج العروس من شرح القاموس : ج ١٠ ، ص ٣٩٩.