بمحاب ربه كان ذلك الفراغ عونا على الاشتغال بطاعة الله تعالى.
وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ (ص) : « إِنَّ اللهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا ». أي جعلها لي ، من « زَوَيْتُهُ أَزْوِيهِ زَوْياً » يريد تقريب البعيد منها حتى يطلع عليه اطلاعه على القريب منها.
ومثله « أَعْطَانِي رَبِّي اثْنَتَيْنِ وَزَوَى عَنِّي وَاحِدَةً ». أي ضم وقبض.
وَفِي الدُّعَاءِ : « وازْوِ لَنَا الْبَعِيدَ ». أي اجمعه واطوه.
وَفِي الْحَدِيثِ : « لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يَزْوِيَ الْإِمَامَةَ عَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ (١) ». أي يقبضها عنه.
و « زَوَيْتُهُ أَزْوِيهِ » أخفيته.
و « زَوَيْتُ المال عن صاحبه » مثله.
و « زَاوِيَةُ البيت » اسم فاعل من ذلك ، لأنها جمعت قطرا منه ، والجمع « زَوَايَا ».
وَفِي الْحَدِيثِ : « صَلِّ فِي زَوَايَا الْبَيْتِ ». يريد الكعبة المشرفة ، وبالصلاة فيها صلاة النافلة دون المكتوبة ، لورود النهي عن ذلك.
و « الزِّيُ » بالكسر : الهيئة ، وأصله « زَوَيَ ». ومنه قولهم : « زِيُ المسلم مخالف لِزِيِ الكافر ». قال في المصباح : وقولهم : « زَيَّيْتُهُ بكذا » إذا جعلت له زِيّاً ، والقياس « زَوَيْتُهُ » لأنه من بنات الواو ولكنهم حملوه على لفظ « الزي » تخفيفا ـ انتهى.
و « الزاي » حرف يمد ويقصر ولا يكتب إلا بياء بعد الألف ـ قاله الجوهري.
( زها )
في الحديث نهى عن بيع الثمار حتى تَزْهُوَ (٢) أي تصفر أو تحمر كما فسرته الرواية.
__________________
(١) الكافي ١ / ٢٧٨.
(٢) في الكافي ج ٦ ص ١٧٦ في حديث عن علي بن أبي حمزة : « وسألته عن رجل اشترى بستانا فيه نخل ليس فيه غير بسر أخضر ، فقال : لا حتى يزهو ، قلت : وما الزهو؟ قال : حتى يتلون ».