وفيه ذكر « الشُّرَاةِ » (١) جمع شَارٍ كقضاة جمع قاض ، وهم الخوارج الذين خرجوا عن طاعة الإمام ، وإنما لزمهم هذا اللقب لأنهم زعموا أنهم شَرَوْا دنياهم بالآخرة أي باعوا ، أو شَرَوْا أنفسهم بالجنة لأنهم فارقوا أئمة الجور.
و « الشَّرَاةُ » بالفتح : اسم جبل دون عسفان (٢).
و « شراء » يمد ويقصر وهو الأشهر ، يقال : « شَرَيْتُ الشيء أَشْرِيهِ شِرًى وشِرَاءً » إذا بعته وإذا اشتريته أيضا ، وهو من الأضداد ، وإنما ساغ أن يكون الشِّرَاءُ من الأضداد لأن المتبايعين تبايعا الثمن والمثمن ، فكل من العوضين مبيع من جانب ومشتري من جانب.
و « شَرَيْتُ الجارية شِرًى فهي شَرِيَّةٌ » فعيلة بمعنى مفعولة ، و « عبد شَرِيٌ » وجوزوا « مُشْرَيَةً ومُشْرىً » ، والفاعل « شَارٍ » مثل قاض.
و « الشِّرَا » يجمع على أَشْرِيَةٍ وإن شذّ ، ومنه الْحَدِيثُ : « كُلَّمَا صَغُرَ مِنْ أُمُورِكَ كِلْهُ إِلَى غَيْرِكَ فَقِيلَ : ضَرْبُ أَيِّ شَيْءٍ؟ فَقَالَ : « ضَرْبُ أشْرِيَةِ الْعَقَارِ وَمَا أَشْبَهَهَا ». وشَرْوَى الشيءِ مثلُه.
و « الشَّرْيَةُ » النخلة تنبت من النواة.
و « اسْتَشْرَى » إذا لجّ في الأمر.
و « الشَّرَى » كحصى : خراج صغار لها لذع شديد ، ومنه « شَرِيَ جِلْدُه ».
و « أَشْرَاءُ الحرم » نواحيه.
و « الْمُشْتَرِي » نجم ظاهر معروف.
( شطا )
قوله تعالى : ( كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ) [ ٤٨ / ٢٩ ] المراد السنبل وفراخ الزرع ، عن ابن الأعرابي من « أَشْطَأَ الزرع » بالألف « فهو مُشْطِئٌ » إذا فرخ ، والجمع « أَشْطَاء ». قيل : هذا مثل ضرب الله عزوجل للنبي (ص)
__________________
(١) في الوافي ٢ / ١٧٠ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : صلى بنا علي عليه السلام ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة ....
(٢) الشراة جبل شامخ مرتفع من دون عسفان تأويه القرود ... وبه عقبة تذهب إلى ناحية الحجاز لمن سلك عسفان. مراصد الاطلاع « الشراة ».