نَعَمْ ، وَاللهِ لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَ وَلَوْ وَجَبَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ لَكَفَرْتُمْ ، وَإِنَّمَا يَهْلِكُ مَنْ هَلَكَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأَتَوْا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ » (١) وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْ هَذِهِ التَّكَالِيفِ الصَّعْبَةِ فِي زَمَانِ الْوَحْيِ تُبْدَ لَكُمْ تِلْكَ التَّكَالِيفُ الَّتِي تَسُؤْكُمْ وَتُؤْمَرُوا بِحَمْلِهَا ». ـ كذا نقله الشيخ أبو علي (ره).
و « أَشْيَاءُ » جمع شَيْءٍ غير منصرف ، واختلف في تعليله اختلافا كثيرا ، قال في المصباح : والأقرب ما حكي عن الخليل بأن أصله « شيئاء » على وزن حمراء ، فاستثقل وجود الهمزتين في آخره فنقلوا الأولى إلى أول الكلمة فقالوا : « أشياء » والْمَشِيئَةُ : الإرادة ، من « شَاءَ زيد يَشَاءُ » من باب نال : أراده.
وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الصَّادِقِ (ع) : « لَا يَكُونُ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ إِلَّا بِخِصَالٍ سَبْعٍ : بِمَشِيئَةٍ ، وَإِرَادَةٍ ، وَقَدَرٍ ، وَقَضَاءٍ ، وَإِذْنٍ ، وَكِتَابٍ ، وَأَجَلٍ » (٢). قال بعض أفاضل العلماء : الْمَشِيئَةُ والإرادة والقدر والقضاء كلها بمعنى النقش في اللوح المحفوظ وهي من صفات الفعل لا الذات ، والتفاوت بينها تفضيل كل لاحق على سابقه. ثم قال : توقف أفعال العباد على تلك الأمور السبعة إما بالذات أو بجعل الله تعالى ، وتحقيق المقام أن تحرك القوى البدنية بأمر النفس الناطقة المخصوصة المتعلقة به ليس من مقتضيات الطبيعة فيكون بجعل جاعل ، وهو أن يجعل الله بدنا مخصوصا مسخرا لنفس مخصوصة بأن قال كن متحركا بأمرها ، ثم جعل ذلك موقوفا على الأمور السبعة ـ انتهى.
__________________
(١) ذكر الحديث إلى هنا باختلاف يسير الطبرسي في مجمع البيان ج ٢ ص ٢٥٠ وجاء في الدر المنثور ج ٢ ص ٣٣٥ أحاديث بهذا المضمون ،.
(٢) جاء هذا الحديث في الكافي ج ١ ص ١٤٩ والخصال ج ٢ ص ١٢٠ باختلاف يسير.