ومنه قوله تعالى : ( أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ. هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ ) [ ٢٣ / ٣٥ ـ ٣٦ ] هذا إن جعل فاعل هيهات ضميرا مستترا راجعا إلى البعث والإخراج ، وإن جعل فاعله « ما » فَاللَّامُ زائدة.
وللتعدية نحو ( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ) [ ١٦ / ٥ ].
وأما اللَّامُ العاملة للجزم فهي اللَّامُ الموضوعة للطلب ، وحركتها الكسر وسليم تفتحها ، وإسكانها بعد الواو والفاء أكثر من تحريكها كقوله تعالى : ( فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي ) [ ٢ / ١٨٦ ].
وأما اللَّامُ الغير العاملة فمنها لَامُ الابتداء ، وفائدتها توكيد مضمون الجملة نحو قوله تعالى : ( لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً ) [ ٥٩ / ١٣ ] ( وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ) [ ١٦ / ١٢٤ ] ( إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ ) [ ١٢ / ١٣ ].
و ( منها ) الواقعة بعد إن نحو ( إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ ) [ ١٤ / ٣٩ ] ( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [ ٦٨ / ٤ ].
و ( منها ) اللَّامُ الزائدة نحو قوله (١) :
أم الحليس لعجوز شهربه
و ( منها ) لَامُ الجواب نحو قوله تعالى : ( لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ ) [ ٤٨ / ٢٥ ] ( وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ) [ ٢ / ٢٥١ ] و ( تَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ ) [ ٢١ / ٥٧ ].
و ( منها ) الداخلة على أداة الشرط للإيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها لا على الشرط ، ومن ثم تسمى اللَّامُ المؤذنة ، وتسمى اللَّامُ الموطئة ، لأنها أوطأت الجواب للقسم ، أي مهدته له نحو قوله تعالى : ( لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ) [ ٥٩ / ١٢ ].
__________________
(١) ( لرؤبة بن العجاج بن رؤبة التميمي ) ، وقيل ( لعنترة بن عروس ) ، وبقية البيت :
سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً |
|
وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ |
فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى |
|
برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ) |