الْمُمْتَرِينَ ) [ ٢ / ١٤٧ ] قيل : هو خطاب لغيره ، أي لا تكن أيها الإنسان وأيها السامع من الممترين. وقيل : الخطاب له (ص) والمراد الزيادة في شرح صدره ويقينه وطمأنينة قلبه وتسكينه ، كقوله تعالى : ( فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ ).
والْمَرْوُ : حجارة بيضاء براقة تقدح منها النار ، الواحد منها مروة ، ومنها سميت « الْمَرْوَةُ » بمكة ، قال تعالى : ( إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ ) [ ٢ / ١٥٨ ] وقد مر في « صفا » وجه آخر.
قوله تعالى : ( إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ ) [ ٤ / ١٧٦ ] الِامْرُؤُ والْمَرْءُ أيضا بفتح الميم : الرجل ، فإن لم تأت بالألف واللام قلت : « امرؤ » و « امرءان » ، والجمع رجال من غير لفظه ، وأنثى « امرأة » بهمزة وصل ، وفي لغة « مرأة » كتمرة. قال في المصباح : ويجوز نقل حركة هذه الهمزة إلى الراء فتحذف الهمزة.
قوله تعالى : ( إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً ) [ ٢٧ / ٢٣ ] هي بلقيس بنت ملك اليمن كلها ملكة سبإ ابنة الهدهاد من ملوك حمير ، وهي التي قص الله قصتها مع سليمان بن داود. ونُقِلَ أَنَّهُ كَانَ أُولُو مَشُورَتِهَا أَلْفَ قَيْلٍ تَحْتَ كُلِّ قَيْلٍ أَلْفُ مُقَاتِلٍ. وبلقيس اسمان جعلا واحدا كحضرموت والسبب في ذلك أنها لما ملكت الملك بعد أبيها قال بعض حمير لبعض : ما سيرة هذه الملكة من سيرة أبيها؟ فقالوا : بلقيس ، أي بالقياس ، فسميت بلقيس وَلَمَّا وَفَدَتْ عَلَى سُلَيْمَانَ قَالَ لَهَا : لَا بُدَّ لِكُلِ امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ زَوْجٌ ، فَقَالَتْ : إِنْ كَانَ وَلَا بُدَّ فَذَا تُبَّعُ الْأَصْغَرُ ، فَزَوَّجَهَا فَوَلَدَتْ لَهُ أَصْبَغَ وَأَنُوفَ وَشَمْسُ الصُّغْرَى أُمُّ تُبَّعٍ الْأَقْرَنَ وَهُوَ ذُو الْقَرْنَيْنِ. وَقِيلَ : إِنَّ سُلَيْمَانَ (ع) تَزَوَّجَهَا. وليس ببعيد.
وَامْرَأَةُ فِرْعَوْنَ (١) هِيَ آسِيَةُ بِنْتُ
__________________
(١) المذكورة في قوله تعالى : ( وضرب الله مثلا للّذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت ربّ ابن لي عندك بيتا في الجنّة ونجّني من فرعون وعمله ونجّني من القوم الظّالمين ) التّحريم : ١١.