مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ ) [ وَلَا مُحْدَثٍ ] (١) ( إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ( فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ) يَعْنِي لَمَّا جَاءَ عَلِيٌّ بَعْدَهُمَا ..
قوله تعالى : ( وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى ) [ ٥٣ / ٢٠ ] هي بفتح الميم وتخفيف النون : اسم صنم كان لهذيل وخزاعة بين مكة والمدينة ، وقيل : كان صنما من حجارة في جوف الكعبة ، والهاء فيه للتأنيث.
و « مِنَى » كإلى وقد تكرر ذكرها في الحديث اسم موضع بمكة على فرسخ ، والغالب عليه التذكير فيصرف ، وحده ـ كما جاءت به الرواية ـ من العقبة إلى وادي محسر (٢) ، واختلف في وجه التسمية فَقِيلَ : سُمِّيَ « مِنًى » لِمَا يُمْنَى بِهِ مِنْ الدِّمَاءِ أَيْ يُرَاقُ ، وَقِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ جَبْرَئِيلَ لَمَّا أَرَادَ مُفَارَقَةَ آدَمَ عليه السلام قَالَ لَهُ : تَمَنَ ، قَالَ : أَتَمَنَّى الْجَنَّةَ. فَسُمِّيَتِ مِنًى لِأُمْنِيَّةِ آدَمَ بِهَا ، وَقِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَى إِبْرَاهِيمَ (ع) فَقَالَ لَهُ : تَمَنَ يَا إِبْرَاهِيمُ ، فَكَانَتْ تُسَمَّى مِنًى فَسَمَّاهَا النَّاسُ مِنًى. وَفِي الْحَدِيثِ : « إِنَّ إِبْرَاهِيمَ (ع) تَمَنَّى هُنَاكَ أَنْ يَجْعَلَ اللهُ مَكَانَ ابْنِهِ كَبْشاً يَأْمُرُهُ بِذَبْحِهِ فِدْيَةً لَهُ ».
و « مَنَى الله الشيء » من باب رمى : قدره ، والاسم المنى كالعصا.
و « تَمَنَّيْتُ كذا » قيل : مأخوذ من الْمَنَى وهو القدر ، لأن صاحبه يقدر حصوله ، والاسم المنية والأمنية ، وجمع الأولى منى مثل غرفة وغرف وجمع الثانية الأماني.
وَقَوْلُهُ (ع) : « أَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى ». هو جمع المنية ، وهو ما يتمناه الإنسان ويشتهيه ويقدر حصوله ، وإنما
__________________
(١) هذه الزيادة موجودة في بعض أحاديث السنة والشيعة انظر البرهان ج ٣ ص ٩٩ والدر المنثور ج ٤ ص ٣٦٦.
(٢) انظر الكافي ج ٤ ص ٤٦٠.