قوله تعالى : ( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ ) [ ٧٣ / ١٧ ] أي كيف يكون بينكم وبين العقاب وِقَايَةٌ إذا جحدتم.
قوله تعالى : ( قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً ) [ ٦٦ / ٦ ] سُئِلَ الصَّادِقُ (ع) عَنْ ذَلِكَ كَيْفَ نَقِيهِنَ؟ فَقَالَ : إِذَا أَمَرْتُمُوهُنَّ وَنَهَيْتُمُوهُنَّ فَقَدْ قَضَيْتُمْ مَا عَلَيْكُمْ (١).
والتَّقْوَى في الكتاب العزيز جاءت لمعان :
الخشية والهيبة ومنه قوله تعالى : ( وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ) [ ٢ / ٤١ ].
والطاعة والعبادة ومنه قوله تعالى : ( اتَّقُوا اللهَ حَقَ تُقاتِهِ ) [ ٣ / ١٠٢ ].
وتنزيه القلوب عن الذنوب ، وهذه ـ كما قيل ـ هي الحقيقة في التقوى دون الأولين ، قال تعالى : ( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ ) [ ٢٤ / ٥٢ ] قال الشيخ أبو علي في ( وَيَتَّقْهِ ) قرئ بكسر القاف والهاء مع الوصل وبغير وصل بسكون الهاء وبسكون القاف وكسر الهاء ، شبه بكتف فخفف.
قوله تعالى : ( وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ ) [ ١٣ / ٣٤ ] أي دافع. قوله تعالى : ( أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ ) [ ٣٩ / ٢٤ ] لأنه إذا ألقي في النار مغلولة يداه فلا يتهيأ له أن يَتَوَقَّى النار إلا بوجهه.
قوله تعالى : ( عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ ) [ ٩ / ١٠٩ ] قال في « فـ » : فإن قلت : فما وجه ما روي عن سيبويه عن عيسى بن عمر ( عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ ) بالتنوين؟ قلت : قد جعل الألف للإلحاق لا للتأنيث كسترى فيمن نون ألحقها بجعفر ـ انتهى.
وكلمة « التَّقْوَى » فسرت بلا إله إلا الله.
والتَّقْوى فعلى كنجوى ، والأصل فيه « وقْوَى » من وَقَيْتُهُ : منعته ،
__________________
(١) البرهان ج ٤ ص ٣٥٤.