صلّى الله عليه وسلّم حجل مشويّ بخبزه وضيافة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم « اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكلّ معي من هذا الطير » فقالت عائشة : اللّهم اجعله أبي. وقالت حفصة : اللّهم اجعله أبي. وقال أنس : وقلت : اللّهم اجعله سعد بن عبادة ، قال أنس : فسمعت حركة بالباب ، فخرجت ، فإذا عليّ بالباب فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة فانصرف. ثُمّ سمعت حركة بالباب ، فخرجت فإذا عليّ بالباب. فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، فانصرف. ثُمّ سمعت حركة بالباب ، فسلّم عليّ ، فسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صوته ، فقال : « اُنطر من هذا »؟ فخرجت ، فإذا هو عليّ ، فجئت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته ، فقال : « ائذن له يدخل عليّ » فأذنت له. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « اللّهم والِ من والاه » (١).
وروى الحاكم في مستدركه ، عن أنس بن مالك قال : كنت أخدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقدّم لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرخ مشوي فقال : « اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكلّ معي من هذا الطير » ، قال : فقلت : اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار.
فجاء عليّ رضي الله تعالى عنه ، فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة ، ثُمّ جاء فقلت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حاجة. ثُمّ جاء ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم « افتح » فدخل ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم « ما حبسك عليّ »؟ فقال : إنّ هذه آخر ثلاث كرّات ، يردني أنس ، يزعم أنّك على حاجة. فقال : « ما حملك على ما صنعت »؟ فقلت : يا رسول الله ، سمعت دعاءك ، فأحببت أنْ يكون رجلاً من قومي.
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه. وقد
__________________
(١) البداية والنهاية ٧ : ٣٨٧.