بأيديكم ، فتمسّكوا به لن تزلّوا ولا تضلّوا ، والأصفر عترتي ، وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وسألت لهما ذلك ربّي ، ولا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلّموهما فإنّهما أعلم منكم. ( الطبراني عن زيد بن ثابت ) (١).
وروى المتّقي الهندي في كنز العمال ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أيّها الناس إنّي تارك فيكم أمرين ، إنْ أخذتم بهما لم تضلّوا بعدي أبدا ، واحدهما أفضل من الآخر ، كتاب الله ، هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ، وأهل بيتي عترتي ، إلا وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ( ابن جرير ) (٢).
وروى الطبراني في معجمه الكبير ، عن زيد بن أرقم قال : نزل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم الجحفة ، ثُمّ أقبل على الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثُمّ قال : إنّي لا أجد لنبيّ إلا نصف عمر الذي قبله ، وإنّي أوشك أنْ أدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون؟ قالوا : نصحت. قال : أليس تشهدون أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله وأنّ الجنّة حقّ والنار حقّ وأنّ البعث بعد الموت حقّ؟ قالوا : نشهد. قال : فرفع يديه فوضعهما على صدره ثُمّ قال : وأنا أشهد معكم. ثُمّ قال : ألا تسمعون؟ قالوا : نعم. قال : فإنّي فرطكم على الحوض ، وأنتم واردون عليّ الحوض ، وإنّ عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى ، فيه أقداح عدد النجوم من فضّة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ، فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول الله؟ قال : كتاب الله ، طرف بيد الله عزّ وجلّ ، وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلّوا ، والآخر عترتي ، وإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وسألت ذلك لهما ربّي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم
__________________
(١) كنز العمّال ١ : ١٨٦.
(٢) كنز العمّال ١ : ٣٨١.