لسعد بن مالك ، حدّثنا عن أبيه قال : « دخلت على سعد فقلت : حديثا حدّثنيه عنك حين استخلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً رضياللهعنه على المدينة قال : فغضب فقال : من حدّثك به؟ فكرهت أنْ أخبره أنّ ابنه حدّثنيه فيغضب عليه ، ثُمّ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين خرج في غزوة تبوك ، استخلف عليّ رضياللهعنه على المدينة ، فقال عليّ : يا رسول الله ، ما كنت أحبّ أنْ تخرج وجهاً إلاّ وأنا معك ، فقال : « أوما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، غير أنّه لا نبي بعدي » (١).
وفي مسند أحمد أيضاً : حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا حاتم بن إسماعيل ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول له وخلّفه في بعض مغازيه ، فقال عليّ رضياللهعنه : « اتخلّفني مع النساء والصبيان »؟
قال : « يا عليّ ، أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم خيبر : « لأعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويُحبّه الله ورسوله » ، فتطاولنا لها فقال : « ادعوا لي عليّ رضياللهعنه » فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه ، ولمّا نزلت هذه الآية : ( نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) (٢) دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً رضوان الله عليهم اجمعين فقال : « اللّهم هؤلاء أهلي » (٣).
وروى الطبراني في معجمه الكبير ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا معمّر بن بكّار السعدي ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه : « أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لعليّ رضياللهعنه : « أنت منّي بمنزلة
__________________
(١) مسند أحمد ١ : ١٧٧.
(٢) آل عمران : ٦١.
(٣) مسند أحمد ١ : ١٨٥.