القوم »؟ فقالوا : من شيعتك يا أمير المؤمنين؟ فقال لهم : خيراً ، ثُمّ قال : « يا هؤلاء ، مالي لا أرى فيكم سمة شيعتنا ، وحلية أحبّتنا » فأمسكوا حياء ، فقال له من معه : نسألك بالذي أكرمكم أهل البيت ، وخصّكم وحباكم ، لما نبأتنا بصفة شيعتكم ، فقال : « شيعتنا هم العارفون بالله العاملون بأمر الله » (١).
وروى الطبري في جامع البيان في تفسير سورة البيّنة : حدّثنا ابن حميد ، قال : ثنا عيسى بن فرقد ، عن أبي الجارود ، عن محمّد بن عليّ (أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « أنت يا عليّ وشيعتك » (٢).
وفي كنز العمّال للمتّقي الهندي : عن عبد الله بن يحيى ، أنّ عليّاً أتى يوم البصرة بذهب وفضّة فقال : أبيضي وأصفري غرّي غيري ، غرّي أهل الشام غداً إذا ظهروا عليك ، فشقّ قوله ذلك على الناس ، فذُكر ذلك له ، فاذن في الناس فدخلوا عليه فقال : « إنّ خليلي صلّى الله عليه وسلّم قال : يا عليّ! إنّك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين ، ويقوم عليك عدوك غضاباً مقمحين » (٣).
رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر الجعفي ، وثقه شعبة ووكيع وسفيان الثوري.
قال الرازي : حدّثنا عبد الرحمن ، نا محمّد بن يحيى ، أخبرني يوسف بن موسى التستريّ قال : سمعت أبا داود ، يعني الطيالسي ، يقول : سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول : سمعت سفيان الثوري يقول : ما رأيت أورع من جابر الجعفي في الحديث ، حدّثنا عبد الرحمن ، نا محمّد بن يحيى ، أنا محمود بن غيلان ، نا أبو داود ، عن وكيع قال : قال سفيان : ما رايت رجلاً أورع في الحديث من جابر الجعفي (٤).
__________________
(١) أورده ابن حجر في الصواعق المحرقة ٢ : ٤٥٠.
(٢) جامع البيان ( تفسير الطبري ) ٣٠ : ٣٣٥.
(٣) كنز العمّال ١٣ : ١٥٦ ، والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط ٤ : ١٨٧.
(٤) الجرح والتعديل ١ : ٧٧.