حدّثنا عبد الرحمن ، حدّثني أبي ، نا إبراهيم بن مهدي قال : سمعت إسماعيل بن عليّة قال : سمعت شعبة يقول : جابر الجعفي صدوق في الحديث (١). ووثقه يحيى بن سعيد القطان. حدّثنا عبد الرحمن قال : سمعت أبي يقول : نا الطنافسي قال : سمعت وكيعاً يقول : مهما شككتم في شيء ، فلا تشكّوا أنّ جابر بن يزيد أبا محمّد الجعفي ثقة (٢).
وعن أبي هريرة ، أنّ عليّ بن أبى طالب رضياللهعنه قال : يا رسول الله ، أيّما أحبّ إليك ، أنا أم فاطمة؟ قال : « فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعزّ منها ، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وإنّ عليها لأباريق مثل عدد نجوم السماء ، وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة إخواناً على سرر متقابلين ، وأنت معي ، وشيعتك في الجنّة » ثُمّ قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « إخوانا على سرر متقابلين » لا ينظر أحد في قفا صاحبه (٣).
وبعد أنْ ذكرنا مجموعة من الروايات ، نلفت النظر إلى أنّه يجب ملاحظة أنّ من سمات أصحاب الآية التي تقدمت (أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، الإيمان بولاية أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، والعمل الصالح لا يكون صالحا إلا إذا كان موافقا لما يريد الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا يكون ذلك إلاّ بمتابعة من يؤمن بمتابعتهم الهدى والصلاح ولزوم الصراط المستقيم.
وأيضاً من سمات أولئك الشيعة أنّهم يقبلون على الله راضين مرضيّن ، فرحين مبتهجين بما أعدّ الله لهم من ثواب ورضى بسبب التزامهم بأمر الله.
وبذلك صار معنى تلك الحقيقة الشرعيّة ، هو متابعة أمر الله وأمر الرسول بموالاة أمير المؤمنين ومعاداة أعدائه ، وتكون النتيجة نوال رضوان الله تعالى.
__________________
(١) الجرح والتعديل ١ : ١٣٦.
(٢) الجرح والتعديل ٢ : ٤٩٨.
(٣) المعجم الأوسط ٧ : ٣٤٣.