إذن ، هناك دلالة كاملة وواضحة من الآيات والأحاديث ، تدلّل بشكل جليّ وواضح ، أنّ وجود الشيعة والتشيّع وجود شرعيّ ، أمر به الله سبحانه ، ودعا إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكان صلىاللهعليهوآله ، هو القدوة الحسنة ، فلم يبقَ للمسلمين بعد هذا البيان مجال إلا الاقتداء والمتابعة والالتزام بأمر الله سبحانه ، وبهدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثُمّ إنّك لو أضفت إلى الموضوع ، الآيات والأحاديث المتعلّقة بالدعوة إلى الشيعة والتشيّع ، فإنّ القضيّة سوف تزداد قوّة ودلالة على صحّة ما ذهبنا إليه. مثل :
آية التطهير : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (١).
وآية الولاية : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (٢).
وآية المباهلة : (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (٣).
وكذلك حديث الثقلين : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « إنّي لكم فرط ، وإنّكم واردون عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين قيل : وما الثقلان يا رسول الله؟ قال : الأكبر : كتاب الله عزّ وجلّ سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فتمسّكوا به ، لن تزالوا أو لا تضلّوا ، والأصغر : عترتي ، وأنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ، وسألت لهما ذلك ربّي ، فلا تقدموهما لتهلكوا ، ولا
__________________
(١) الأحزاب : ٣٣.
(٢) المائدة : ٥٥.
(٣) آل عمران : ٦١.