عنه قال : « جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى فاطمة ، ومعه ، حسن ، وحسين ، وعليّ ، حتّى دخل ، فأدنى عليّاً ، وفاطمة ، فأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسناً ، وحسيناً ، كلّ واحد منهما على فخذه ، ثُمّ لفّ عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم ، ثُمّ تلا هذه الآية : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (١).
وأخرج مسلم والترمذي ، والحاكم ، عن سعد بن أبي وقّاص قال : لمّا نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) (٢) دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً ، وفاطمة ، وحسناً وحسيناً ، فقال : « اللّهم هؤلاء أهلي » (٣).
وفي الدرّ المنثور : أخرج الحاكم وصحّحه ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في الدلائل ، عن جابر قال : « وفد على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم العاقب ، والسيّد ، فدعاهما إلى الإسلام فقالا : أسلمنا يا محمّد ، قال : « كذبتما ، إنْ شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام ». قالا : فهات. قال : « حبّ الصليب ، وشرب الخمر ، وأكل لحم الخنزير ». قال جابر : فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعداه إلى الغد ، فغدا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وأخذ بيد عليّ ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، ثُمّ أرسل إليهما فأبيا أنْ يجيباه ، وأقرّا له ، فقال : « والذي بعثني بالحقّ ، لو فعلا لأمطر الوادي عليهما ناراً ». قال جابر : فيهم نزلت ( تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ... ) الآية. قال جابر : أنفسنا وأنفسكم : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وعليّ ، وأبناءنا : الحسن والحسين ، ونساءنا : فاطمة » (٤).
وأخرج أبو النعيم ، في الدلائل ، من طريق الكلبيّ ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : « ... وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج ومعه عليّ ، والحسن
__________________
(١) آل عمران : ٦١.
(٢) الدرّ المنثور ٢ : ٣٨ ـ ٣٩.
(٣) صحيح مسلم ٧ : ١٢٠ ـ ١٢١ ، سنن الترمذي ٤ : ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ، المستدرك ٣ : ١٥٠ ، واُنظر الدرّ المنثور ٢ : ٣٩.
(٤) الدرّ المنثور ٢ : ٣٨ ـ ٣٩.