والحسين ، وفاطمة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّ أنا دعوت فأمنّوا أنتم ، فأبوا أنْ يلاعنوه وصالحوه على الجزية » (١).
وفي تحفة الاحوذي : قوله : « قال : لمّا نزلت هذه الآية » أي المسماة بآية المباهلة (نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ) ... الخ الآية بتمامها مع تفسيرها هكذا ، فمن حاجك فيه : أي فمن جادلك في عيسى وقيل في الحقّ « من بعد ما جاءك من العلم » يعني بأنّ عيسى عبد الله ورسوله « فقل تعالوا أي : هلمّوا » (نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ) أي يدع كلّ منّا ومنكم أبناءه ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثُمّ نبتهل « أي نتضرع في الدعاء ، فنجعل لعنة الله على الكاذبين ، بأنّ تقول : اللّهم العن الكاذب في شأن عيسى « دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً » فنزّله منزلة نفسه ، لما بينهما من القرابة والأخوّة « وفاطمة » أي لأنّها أخصّ النساء ، من أقاربه « وحسناً وحسيناً » فنزّلهما بمنزلة ابنيه صلّى الله عليه وسلّم « فقال اللّهم هؤلاء أهلي » (٢).
إذن ، أهل البيت هم فقط الذين حدّدهم المعنى الشرعيّ ، ويدخل معهم بقيّة الأئمّة الاثنى عشر وآخرهم الإمام المهدي من عترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكلّهم من عترة رسول الله من أهل البيت عليهمالسلام ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وقرنهم بالكتاب ، وإنّهما ، أي الكتاب والعترة الطاهرة ، لن يفترقا حتّى يردا على رسول لله الحوض ، وإليك بعض الروايات من كتب أهل السنّة ، والتي تدلّل على أنّ الاتّباع والاقتداء بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم محصور في هؤلاء الأئمّة الاثنى عشر من الإمام عليّ حتّى آخرهم الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
روى مسلم في صحيحه ، حدّثنا هدّاب بن خالد الأزدي ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن سماك بن حرب قال : سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثنى عشر خليفة ، ثُمّ قال
__________________
(١) الدرّ المنثور ٢ : ٣٨ ـ ٣٩.
(٢) تحفة الاحوذي ٨ : ٢٧٨.