وتعالى بالخروج ، فيظهر الله الإسلام به ويجدّده ، طوبى لمن أحبهم واتّبعهم والويل لمن أبغضهم وخالفهم ، طوبى لمن تمسّك بهداهم.
فأنشأ نعثل هذه الأبيات :
صلّى الإله العلى ، عليك يا خير البشر |
|
أنت النبيّ المصطفى ، والهاشميّ المفتخر |
بكم هدانا الله ربّنا وفيك نرجو ما أمر |
|
ومعشر سمّيتهم ، أئمّة اثنا عشر |
حباهم ربّ العلى ، ثُمّ اصطفاهم من كدر |
|
قد فاز من والاهم ، وخاب من عادى الزهر |
آخرهم يسقي الظما ، وهو الإمام المنتظر |
|
عـترتك الأخيار لي والتابعين ما أمر |
مـن كان عنـهم معـرضاً ، فسوف تصلاه سقر (١)
والذي يدلّ على الاقتداء بأهل البيت عليهمالسلام واتّباعهم ، وأنّهم هم أهل الهدى ، والصراط المستقيم وسفن النجاة ، وأولو الأمر الذين وجبت طاعتهم ومحبّتهم ، هي النصوص الشرعيّة المتظافرة والمتواترة عند جميع فرق المسلمين ، لكنّني أضع بين يديك كما اتفقنا من بداية الكتاب ، ما هو موجود في صحاح وسنن أهل السنّة ، منها حديث الثقلين المتواتر عند جميع المسلمين ، وروته صحاحهم ومسانيدهم ، كمسلم ، وأحمد ، والترمذي ، والنسائي ، وغيرهم ، اكتفي في هذا المقام بذكر رواية فقط من مستدرك الحاكم :
عن زيد بن أرقم رضياللهعنه قال : لمّا رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجّة الوداع ونزل غدير خمّ ، أمر بدوحات فقممن ، فقال : كأنّي قد دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله تعالى
__________________
(١) ينابيع المودّة ٣ : ٢١٨ ـ ٢٨٣.