وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ثُمّ قال : إنّ الله عزّ وجلّ مولاي ، وأنا مولى كُلّ مؤمن ، ثُمّ أخذ بيد عليّ رضياللهعنه فقال : من كنت مولاه فهذا وليّه ، اللّهم والِ من والاه ، وعاد من عاداه (١).
وعن زيد بن أرقم رضياللهعنه قال : ثُمّ نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين مكّة والمدينة ، عند شجرات خمس ، دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ، ثُمّ راح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشيّة ، فصلّى ثُمّ قام خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أنْ يقول ، ثُمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إنْ اتبعتموهما ، وهما كتاب الله وأهل بيتي ، عترتي ، ثُمّ قال : أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرّات ، قالوا : نعم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « من كنت مولاه ، فعليّ مولاه » (٢).
إذن ، فقد ترك لنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد القرآن الكريم ، العترة النبويّة الطاهرة من الأئمّة من أهل البيت عليهمالسلام ، والذين من تمسّك بهم ، فإنّه لن يضلّ أبدا ، ومعنى أنّ المتمسّك بأهل البيت عليهمالسلام لن يضلّ أبد ، أي أنّهم هم القدوة وأهل الهدى ، وأنّ من اتّبعهم واقتدى واهتدى بهديهم ، فإنّه سوف يرد على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الحوض.
وأيضاً من الأحاديث التي تدلّ على اتبّاعهم والأخذ بهديهم ، حديث السفينة المروي في العديد من كتب أهل السنّة ، وقد ذكرنا هذا الحديث بشكل مفصّل في بحث وصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ونكتفي برواية واحدة من كتاب صحيح الحاكم ثُمّ تعليق الحافظ المناوي عليه في كتاب فيض القدير :
عن حنش الكناني قال : سمعت أبا ذر رضياللهعنه يقول وهو آخذ بباب الكعبة : من عرفني فأنا من عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآله يقول : « ألا إنّ مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من قومه ، من ركبها نجا ،
__________________
(١) المستدرك ٣ : ١٠٩.
(٢) المستدرك ٣ : ١١٠.