رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذه الآية (في بيوت أذن الله أنْ ترفع) (١) ، فقام إليه رجل فقال : أيّ بيوت هذه يا رسول الله؟ قال : « بيوت الأنبياء » فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله ، هذا البيت منها؟ لبيت عليّ وفاطمة قال : « نعم ، من أفاضلها » (٢).
كما ونزلت سورة الإنسان في حقّ أهل البيت عليهمالسلام ، قال تعالى في سورة الإنسان : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلاَ شُكُورًا) (٣).
ذكر القرطبي أنّ النقاش والثعلبي والقشيري وغير واحد من المفسرين حديثاً رواه الليث ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس في قوله عزّ وجلّ : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) ، قال : مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وعادهما عامّة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن ....
رواه جابر الجعفي ، عن قنبر مولى عليّ قال : مرض الحسن والحسين حتّى عادهما أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقال أبو بكر رضياللهعنه : يا أبا الحسن ـ رجع الحديث إلى حديث ليث بن أبي سليم ـ لو نذرت عن ولديك شيئا ، وكلّ نذر ليس له وفاء فليس بشيء. فقال رضياللهعنه : إنْ برأ ولداي صمت لله ثلاثة أيام شكراً. وقالت جارية لهم نوبيّة : إنْ برأ سيّداي صمت لله ثلاثة أيام شكراً. وقالت فاطمة مثل ذلك. وفي حديث الجعفيّ فقال : الحسن والحسين علينا مثل ذلك ، فألبس الغلامان العافية ، وليس عند آل محمّد قليل ولا كثير ، فانطلق عليّ إلى شمعون بن حاريا الخيبري ، وكان يهوديّاً ، فاستقرض منه ثلاثة أصوع من
__________________
(١) النور : ٣٦.
(٢) الدرّ المنثور ٥ : ٥٠.
(٣) الإنسان : ٧ ـ ٩.