(أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (١) ، وفي سورة النساء قال تعالى : (مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَع وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) (٢).
أمّا القضيّة الأخطر ، فهي قتل الأنبياء وأوصياء الأنبياء بغير حقّ ، قال تعالى في سورة آل عمران : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَاب أَلِيم * أُولَـئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ) (٣).
وكذلك قضية اتّخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله ، قال تعالى في سورة التوبة : (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٤).
هذا غيض من فيض ، والمتتبّعون للآيات والأحاديث يرون مئات المشاهد والمواقف والسلوكيات التي خالفت أوامر الله وأوامر أنبيائه التي قام بفعلها اليهود والنصارى.
فهل يا ترى عندما نقارن بين الأمّة الإسلاميّة وبين اليهود والنصارى ، نجد بأنّنا اتّبعناهم حذو القذّة بالقذّة ودخلنا جحر الضب الذي دخلوه؟
للإجابة على هذا السؤال ، لابدّ من طرح عدّة أسئلة أوّلاً ، ثُمّ إعادة دراسة
__________________
(١) البقرة : ٧٥.
(٢) النساء : ٤٦.
(٣) آل عمران : ٢١ ـ ٢٢.
(٤) التوبة : ٣١.