فبعد أنْ لم يستطع أبو بكر أنْ يفتح الحصون وكذلك عمر. دُعي أمير المؤمنين لتلك المهمّة التي استعصت على كبار الصحابة ، فقام هو عليهالسلام بتلك المهمّة ، وفتح الله على يده الحصون ، حصون خيبر. فما روي عن أبي بكر وهزيمته ، وعمر وتجبين أصحابه له عند بعثهم لفتح خيبر ، صحّحه كلّ من الحاكم والذهبي ، فقد نقل الحاكم روايتين حول أبي بكر.
عن مسلمة بن الأكوع قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله أبا بكر إلى بعض حصون خيبر ، فقاتل وجهد ولم يكن فتح ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : صحيح (١).
وعن أبي ليلى ، عن عليّ ، أنّه قال : يا أبا ليلى ، أما كنت معنا بخيبر؟ قال : بلى ، والله كنت معكم ، قال : فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث أبا بكر إلى خيبر ، فسار بالناس وانهزم حتّى رجع ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه هذا وقال في التلخيص : صحيح (٢).
ويروي الحاكم أيضاً روايتين عن دور عمر يوم خيبر : الأولى عن عليّ قال : « سار النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى خيبر ، فلمّا أتاها ، بعث عمر وبعث معه الناس إلى مدينتهم أو قصرهم فقاتلوهم ، فلم يلبثوا أنْ هزموا عمر وأصحابه ، فجاءوا يجبّنونه ويجبّنهم ، فسار النبيّ صلىاللهعليهوآله ، الحديث ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقال في التلخيص : صحيح (٣).
والرواية الأخرى عن جابر : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله دفع الراية يوم خيبر إلى عمر ، فانطلق فرجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه ، قال الحاكم : هذا حديث
__________________
(١) المستدرك ٣ : ٣٧.
(٢) المستدرك ٣ : ٣٧.
(٣) المستدرك ٣ : ٣٧.