كتبه الأساسية لمعرفة دينه ، والأعجب من ذلك أنْ تجد أتباع المذهب الحقّ وشيعتهم مذهب أهل البيت عليهمالسلام يعرفون ومطّلعون على ما في كتب أهل السنّة أكثر من أصحابها.
والأدهى من ذلك أيضاً أنّ أهل السنّة يعادون ويتّهمون الشيعة باتّهامات باطلة هم ـ أي الشيعة ـ مبرؤون منها ، ولو أمعنت النظر لتلك التهم والأباطيل والتشنيعات لوجدتها في الحقيقة حاصلة عند أهل السنّة وتنطبق عليهم انطباقاً كاملاً ، مع العلم بأن مذهب أهل البيت عليهمالسلام تستطيع أنْ تقيم الدليل عليه وعلى صحّته ليس من كتبه فحسب ، بل من كتب خصومه وبشكل صريح ، ولو ناظر أو ناقش أحد الشيعة علماء أهل السنّة فأنّك تجد الشيعي يقول للسنّي ارجع إلى كتاب البخاري أو مسلم ليتبيّن لك صحّة ما ندّعي ونقول ، بينما ينكر السنّي ما في كتبه وصحاحه والتي طالما يفتخر بها ، قال تعالى في سورة الجمعة : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (١).
وقال تعالى في سورة البقرة : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ) (٢).
فهل يا ترى اتبعت أمّتنا الإسلاميّة هذه السنّة اليهوديّة التي ضربها الله مثلاً لبني إسرائيل؟ حيث إنّهم يفتخرون بكتبهم دون أنْ يعرفوا ما فيها ، ولكنّهم كالحمار يحمل أسفاراً؟
هل تقتني الأمّة الإسلاميّة كتب إسلامها للزينة في المنازل فقط أو للقراءة والبحث والمعرفة؟ لا ادري فلنبحث.
__________________
(١) الجمعة : ٥.
(٢) البقرة : ٧٨.