منهم أنْ يغطّوا على كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خوفاً من أنْ يسمع المسلمون تلك الكلمة. اُنظر متون الأحاديث المتعلّقة بالأمر.
فقد روى الطبراني في معجمه الكبير وقال : عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول : « يكون اثنا عشر أميراً » ، ثمّ تكلّم بشيء لم أسمعه ، فزعم القوم أنّه قال : « كلّهم من قريش » (١).
وفي صحيح البخاري قال : حدّثني محمّد بن المثنَّى : حدّثنا غندر : حدّثنا شعبة ، عن عبد الملك : سمعت جابر بن سمرة قال : سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول : « يكون اثنا عشر أميراً » فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنّه قال : « كلّهم من قريش » (٢).
وفي سنن أبي داود قال : حدّثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا وهيب ، ثنا داود ، عن عامر ، عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة » قال : فكبّر الناس وضجّوا ، ثمّ قال كلمة خفيّة. قلت لأبي : يا أبتِ ، ما قال؟ قال : « كلّهم من قريش » (٣).
وكذلك قضيّة اتّهام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالهجر من قبل عمر بن الخطّاب ومنعه من كتابة كتاب الوصيّة لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وكيف أنّ المسلمين انقسموا إلى قسمين ، قسم مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقسم يقول ما قال عمر ، وتنازعوا وارتفعت أصواتهم عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتّى غضب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمرهم بالخروج من عنده ، مع أنّه دعاهم لكتابة كتاب إذا اتّبعوه لن يضلّوا أبداً بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان سبب منعهم كتابة ذلك الكتاب هو مخالفتهم لأمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وحقدهم
__________________
(١) المصدر نفسة ٢ : ٢٤٩.
(٢) صحيح البخاري ٨ : ١٢٧.
(٣) سنن أبي داود ٢ : ٣٠٩.