فِي كَثِير مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ) (١).
وخلاصة القول : إنّ هذه الآيات تدعو إلى إطاعة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والاقتداء به بلا قيد وشرط ، ومن وجبت طاعته على وجه الإطلاق أي بلا قيد وشرط يجب أنْ يكون معصوماً من العصيان ومصوناً على الخطأ والزلل والسهو والغفلة والنسيان.
كيف وقد وصف الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّه الأسوة الحسنة في قوله سبحانه في سورة الأحزاب : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآْخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (٢).
فكونه أُسوة حسنة في جميع المجالات لا يتفق إلا مع عصمته المطلقة ، بخلاف من يكون أُسوة في مجال دون مجال ، وعلى ذلك فهو مصون من الخلاف والعصيان والخطأ والزلل.
وإليك الآن مجموعة أخرى من الآيات القرآنية والتي تدلّل في معانيها عصمة الأنبياء من الزلل والخطأ.
يقول سبحانه وتعالى في سورة النساء : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا ) (٣).
ويقول سبحانه وتعالى في سورة النساء : ( وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) (٤).
ويقول سبحانه وتعالى في سورة البقرة : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ
__________________
(١) الحجرات : ٧.
(٢) الأحزاب : ٢١.
(٣) النساء : ١٠٥.
(٤) النساء : ١١٣.