يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (١).
قال السيوطي : أخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في المعرفة ، والديلمي ، وابن عساكر ، وابن النجّار قال : لمّا نزلت( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد ) (٢) ، وضع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده على صدره فقال : « أنا المنذر ، وأومأ بيده إلى منكب عليّ رضياللهعنه ، فقال : أنت الهادي يا عليّ ، بك يهتدي المهتدون من بعدي » (٣).
وقال : وأخرج ابن سعد ، وأحمد ، الطبراني ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم ما إنْ أخذتم به لن تضلّوا بعدي ، أمرين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٤).
روى الطبراني وغيره ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق » (٥).
هذه جملة مختصرة من الأحاديث التي مر ذكرها سابقاً بمتونها المختلفة ، تبيّن للمسلمين أنّه في حال حصول الخلل بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فعليكم معاشر المسلمين بعد أنْ تروا خلفاءكم وأمراءكم يحرفون سنّة نبيّكم ، ويمنعوا الناس من الجهر بها ، عليكم باتّباع الحقّ الذي مع عليّ وابنائه ، يبينون لكم ما تختلفون فيه فهم أوصياء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على دعوته.
__________________
(١) الجامع الصغير ٢ : ١٧٧.
(٢) الرعد : ٧.
(٣) الدرّ المنثور ٤ : ٤٥.
(٤) المصدر نفسه ٢ : ٦٠.
(٥) المعجم الكبير ٣ : ٤٦.