وإليك عزيزي القارئ جملة أخرى من الأحاديث ، والتي أيضاً تحثّ على كتابة الحديث وحفظه ورعايته ووعايته ونقله إلى المسلمين.
جاء في الجامع الصغير للسيوطي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « نضر الله امرأً سمع منّا شيئا فبلّغه كما سمعه ، فربّ مبلّغ أوعى من سامع » (١). رواه الترمذي (٢) ، وابن حبّان (٣).
روى الطبراني في معجمه الكبير ، عن عبيد بن عمير ، عن أبيه ، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم خطبهم فقال : « نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ، فربّ حامل فقه وهو غير فقيه ، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه » (٤).
روى الترمذي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « نضر الله امرأ سمع منّا حديثاً فحفظه حتّى يبلّغه غيره ، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، وربّ حامل فقه ليس بفقيه » (٥).
هذا الأمر بالكتابة والحديث ، يؤكّده القرآن الكريم في آيات عديدة ، تأمر بالكتابة لأشياء حتّى أقلّ شأناً من السنّة النبويّة ، فكيف بحديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي هو وحي ، والذي لا ينطق إلا بالوحي.
قال تعالى في سورة البقرة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْن إِلَى أَجَل مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ
__________________
(١) الجامع الصغير ٢ : ٦٧٤.
(٢) سنن الترمذي ٤ : ١٤٢.
(٣) صحيح ابن حبّان ١ : ٢٦٨.
(٤) المعجم الأوسط ٧ : ١١٧.
(٥) سنن الترمذي ٤ : ١٤١.