المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام عندما شرط عبد الرحمن بن عوف ذلك الشرط.
روي في تاريخ المدينة : فاستأذن تميم في ذلك عثمان بن عفّان ، فأذن له أنْ يذكر يومين من الجمعة ، فكان تميم يفعل ذلك (١).
وروي في تاريخ المدينة ، عن ابن شهاب : أنّه سئل عن القصص فقال : لم يكن إلا في خلافة عمر ، سأله تميم أنْ يرخّص له في مقام واحد في الجمعة ، فرخّص له ، فسأله يزيده ، فزاده مقاما آخر. ثمّ استخلف عثمان ، فاستزاده ، فزاده مقاما آخر ، فكان يقوم ثلاث مرّات في الجمعة (٢).
ثمّ إنّه عاقب العديد من الصحابة على مخالفة أمره ; لأنّهم كانوا يدعون لتطبيق أمر الله ، وسنّة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم كأبي ذرّ ، وبلال ، وعمّار ، وعبد الله بن مسعود ، وغيرهم من الذين كانوا يصرخون في وجهه ; لأنّه خالف سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتركها.
أخرج البلاذري في الأنساب ، عن أبي مخنف قال : كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حليّ وجوهر ، فأخذ منه عثمان ما حلّى به بعض أهله ، فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك ، وكلّموه فيه بكلام شديد ، حتّى أغضبوه ، فخطب فقال : لنأخذنّ حاجتنا من هذا الفيء وإنْ رغمت أنوف أقوام. فقال له عليّ : إذاً ، تمنع من ذلك ، ويحال بينك وبينه. وقال عمّار بن ياسر : أشهد الله أنّ أنفي أوّل راغم من ذلك. فقال عثمان : أعَليّ المتْكاء تجترئ؟ خذوه ، فأخذ ، ودخل عثمان ، ودعا به ، فضربه حتّى غشي عليه ، ثمّ أخرج ، فحمل حتّى أتي به منزل أمّ سلمة ، زوج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يصلّ الظهر والعصر والمغرب ، فلمّا أفاق ، توضّأ وصلّى وقال : الحمد لله ، ليس هذا أوّل يوم أوذينا فيه في الله. وقام هشام بن الوليد بن المغيرة
__________________
(١) تاريخ المدينة ١ : ١١.
(٢) تاريخ المدينة ١ : ١٢.