الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أسماءهم وفضح أفعالهم ، وأيضاً من أجل إخفاء تفسير العديد من الآيات والأحاديث ، حيث أصبح العديد من أولئك المنافقين ، متنفذّين في الخلافة في ذلك الوقت ، ولذلك ، فإنّ وجود نصوص من هذا النوع ، بالتأكيد سوف تفضحهم وتكشف حقيقتهم ، وبالتالي يهتزّ مركزهم ويتزعزع ، وهذا يشكّل خطراً كبيراً على دنياهم.
والسبب الثاني : هو أنّ الخليفة الأوّل ، والثاني ، والثالث ، كانوا يجهلون العديد من الأحكام الشرعيّة ، ولا يعرفون حكمها ، وهذا بالتأكيد سوف يزعزع مكانتهم بين المسلمين ، ولأنّ العقل يقتضي أنْ يكون الخليفة من أعلم الناس ، ولذلك كثيراً ما كانوا يعترفون بعجزهم وعدم معرفتهم بالأحكام ، ويبرّرون مواقفهم بتبريرات عديدة ، فمرّة يدّعون أنّهم شغلهم الصفق بالأسواق ، ومرّه يتفوّهون بكلمات تظهر أنّهم لتواضعهم يعترفون بعدم علمهم ، وطبيعي أنّ عجزهم عن معرفة الأحكام راجع في حقيقته إلى عدم معرفتهم بالسنّة النبويّة الشريفة ، وجهلهم بها ، لذا قرّروا إحراقها ليتسنّى لهم الإفتاء بلا حرج ، لكن أمير المؤمنين عليهالسلام كان لهم بالمرصاد ، فطالما بيّن أخطاءهم ، وصحّح أحكامهم لذا كان عمر يقول : « لولا عليّ لهلك عمر » (١) ، وأخرى : « يتعوّذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن » حتّى أنْ عمر اعترف بأنّ عليّ بن أبي طالب أقضاهم والحديث موجود في صحيح البخاري.
وأحبّ في هذا المقام أنْ أقدّم للقارئ العزيز نماذج من كتب وصحاح أهل السنّة تبيّن جهل الخلفاء في معرفة العشرات من الأحكام والسنن النبويّة الشريفة.
مواقف لأبي بكر لا يعرف فيها عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا :
أخرج الطبراني في المعجم الكبير ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه قال : دخلت على أبي بكر رضي الله تعالى عنه أعوده في مرضه الذي توفي
__________________
(١) الاستيعاب ٣ : ١١٠٣.