الخصائص في فضل عليّ وأهل البيت ; لأنّه رأى أهل دمشق حين قدمها في سنة اثنتين وثلاثمائة عندهم نفرة من عليّ ، وسألوه عن معاوية فقال ما قال ، فدقّوه في خصيتيه فمات (١).
وأيضاً صحيح الحاكم المسمّى بالمستدرك على الصحيحين فإنّك تجدهم يحاولون التقليل من شأنه ومن صحّته ، والسبب أنّه روى الكثير من فضائل أهل البيت ، وخصائصهم.
جاء في سير أعلام النبلاء : قال ابن طاهر : سألت سعد بن عليّ الحافظ عن أربعة تعاصروا : أيّهم أحفظ؟ قال : من؟ قلت : الدارقطني ، وعبد الغني ، وابن مندة ، والحاكم. فقال : أمّا الدارقطني فأعلمهم بالعلل ، وأمّا عبد الغني فأعلمهم بالأنساب ، وأمّا ابن مندة فأكثرهم حديثا مع معرفة تامّة ، وأمّا الحاكم فأحسنهم تصنيفا.
أنبأني أحمد بن سلامة عن محمّد بن إسماعيل الطرسوسي ، عن ابن طاهر : أنّه سأل أبا إسماعيل ، عبد الله بن محمّد الهروي ، عن أبي عبد الله الحاكم ، فقال : ثقة في الحديث ، رافضيّ خبيث.
قلت : كلا ، ليس هو رافضياً ، بلى يتشيّع (٢).
وجاء في المغني في الضعفاء : محمّد بن عبد الله الحاكم النيسابوري ، إمام صدوق ، لكنّه يتشيّع ويصحّح واهيات (٣).
ثمّ لاحظ ذلك الراوي والذي كان يتحدّث على المنبر بحديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمدّة خمس سنوات ، واستمع له الآلاف من الناس لكنه حين روى حديث الطير ، الذي يُظهر منزلة وفضل أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، ضربوه وطردوه من
__________________
(١) البداية والنهاية ١١ : ١٤١.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٧ : ١٧٤.
(٣) المغني في الضعفاء ٢ : ٦٠.