بكر : ألسنا يا رسول الله بإخوانهم؟ أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « بلى ، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي » (١).
روى الطبراني في معجمه الكبير بسنده عن ثوبان قال : اجتمع أربعون رجلاً من الصحابة ينظرون في القدر والجبر ، فيهم أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ، فنزل الروح الأمين جبريل صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا محمّد ، أخرج على أمّتك فقد أحدثوا ، فخرج عليهم في ساعة لم يكن يخرج عليهم فيها ، فأنكروا ذلك منه ، وخرج عليهم ملتمعاً لونه متوردة وجنتاه كأنّما تفقأ بحبّ الرمّان الحامض. فنهضوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حاسرين أذرعهم ترعد أكفّهم وأذرعهم فقالوا : تبنا إلى الله ورسوله. فقال : أولى لكم إنْ كدتم لتوجبون ، أتاني الروح الأمين فقال : أخرج على أمّتك يا محمّد فقد أحدثت » (٢).
بعد هذا التحذير والتأكيد النبويّ من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أقدّم بين يديك جملة من الروايات على اعتراف العديد من الصحابة بأنّه قد حصل تغيير وتبديل بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنّ هؤلاء الصحابة صاروا بعده لا يروون شيئاً ممّا عهدوه من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى أنّ الكثير منهم كان يبكي بسبب هذا التغيّر والتبديل بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
روى البخاري في صحيحه ، كتاب مواقيت الصلاة ، باب : تضييع الصلاة عن وقتها ، عن أنس قال : ما أعرف شيئاً ممّا كان على عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. قيل : الصلاة؟ قال : أليس ضيّعتم ما ضيعتم فيها (٣).
روى البخاري في صحيحه ، كتاب الجماعة والإمامة ، باب : فضل صلاة
__________________
(١) الموطأ ٢ : ٤٦١ ـ ٤٦٢.
(٢) المعجم الكبير ٢ : ٩٥ ـ ٩٦.
(٣) صحيح البخاري ١ : ١٣٤.