ابتدعوا صلاة التراويح :
روى البخاري في صحيحه ، عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنّه قال : خرجت مع عمر بن الخطّاب رضياللهعنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرّقون ، يصلّي الرجل لنفسه ، ويصلّي الرجل فيصلّي بصلاته الرهط ، فقال عمر : إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثمّ عزم فجمعهم على أبي بن كعب ، ثمّ خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلّون بصلاة قارئهم ، قال عمر : نعم البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ، يريد آخر الليل ، وكان الناس يقومون أوّله (١).
قال ابن عبد البرّ في ترجمة عمر من الاستيعاب : وهو الذي نوّر شهر الصوم بصلاة الإشفاع فيه (٢).
وقال العلاّمة أبو الوليد محمّد بن الشحنة ، حيث ذكر وفاة عمر في حوادث سنة ٢٣ من تأريخه « روضة المناظر » : هو أوّل من نهى عن بيع أمّهات الأولاد ، وجمع الناس على أربع تكبيرات في صلاة الجنائز ، وأوّل من جمع الناس على إمام يصلّي بهم التروايح الخ (٣).
قال السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء : أوليّات عمر قال العسكري : هو أوّل من سمّي أمير المؤمنين ، إلى أنْ قال : وأوّل من سنّ قيام شهر رمضان يعني [ بالتراويح ] ... وأوّل من حرّم المتعة ... وأوّل من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات (٤).
__________________
(١) صحيح البخاري ٢ : ٢٥٢.
(٢) الاستيعاب ٣ : ١١٤٥.
(٣) اُنظر الفصول المهمّة في تأليف الأمّة : ٨٥.
(٤) تاريخ الخلفاء : ١٢٣.