التجسيم ورؤية الله تعالى
قال تعالى في سورة البقرة : ( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ) (١).
قال تعالى في سورة البقرة : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (٢).
هذا أيضاً بحثٌ آخر من أبحاث المقارنة بين الأمم السابقة ، وكيف أنّ اليهود والنصارى قد جسّموا الإله وحدّدوه بزمان ومكان وبكيفيّة جسميّة ، حيث تبعهم المسلمون في ذلك ، وفعلوا نفس الفعل بوعي أو بغير وعي ، لا أدري ، ولكنّ هذا الأمر قد حصل بالفعل ، وكتب الحديث عند أهل السنّة تُظهر موضوع التجسيم بشكل صريح وواضح.
فقبل أنْ انتقل إلى إثبات ما ذكرت من خلال كتب أهل السنّة وصحاحهم ، أحبّ أنْ أقدّم بين يدي القارئ العزيز رأي الفرقة الناجية واعتقاد أهل البيت وعقيدتهم في هذا الموضوع ، حيث إنّهم لم يتّبعوا اليهود والنصارى في سننهم بالنسبة إلى التجسيم ، وإنّما التزموا وتقيّدوا بالنصوص الشرعيّة من الآيات
__________________
(١) البقرة : ٥١.
(٢) البقرة : ٥٤.