القرآنيّة ، فهم كعادتهم لا يخرجون عن النصّ الشرعي كانوا دائماً يتّبعونه ويلتزمون به ولا يتعارضون معه.
ولذلك فإنّهم يأخذون بالآية الشريفة وهي قوله تعالى في سورة الأنعام : ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (١) ، وقوله تعالى في سورة الأعراف : ( وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢).
وقال تعالى في سورة الشورى : ( فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيٌْ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) (٣).
فالله سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار ، لا يحدّ في زمان ، ولا يحوزه مكان ، الأوّل بلا بداية ، والآخر بلا نهاية ، تقدّس وتنزّه عن المكان والزمان والجسد ، ولا تستطيع العقول أنْ تدرك كنه ذاته ، جاء في نهج البلاغة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام :
من خطبة له عليهالسلام : « الحمد لله الدّال على وجوده بخلقه ، وبمحدث خلقه على أزليّته ، وباشتباههم على أنْ لا شبه له. لا تستلمه المشاعر ، ولا تحجبه السواتر ، لافتراق الصانع والمصنوع ، والحادّ والمحدود ، والربّ والمربوبّ. الأحد بلا تأويل عدد ، والخالق لا بمعنى حركة ونصب. والسميع لا بأداة ، والبصير لا بتفريق آله ، والشاهد لا بمماسة ، والبائن لا بتراخي مسافة ، والظاهر لا برؤية. والباطن لا
__________________
(١) الأنعام : ١٠٣.
(٢) الأعراف : ١٤٣.
(٣) الشورى : ١١.