الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من أبي بكر وأعطاها أمير المؤمنين عليّ لكي يبلّغها وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم لا ينبغي لأحد أنْ يُبلّغ هذا إلا رجل من أهلي » (١).
ولذلك لم يجعلوا لأمير المؤمنين عليّ عليهالسلام أيّ وجود ، ولم يشاوروه في أيّ شيء يتعلق بالقرآن الكريم ، وعينوا زيد بن ثابت الشاب الصغير لتنفيذ فكرة أبو بكر وعمر.
فالقضية إذن ليست قضية جمع القرآن ، أو اهتمام به بل هي طعن في عصمة النبيّ واقصاء لأمير المؤمنين علي عليهالسلام عن الساحة الإسلاميّة ، مقابل رفع منزلة ومكانة أبي بكر وعمر الذي يروى عنه أنّه لم يستطع أنْ يتعلّم سورة البقرة إلا في اثنتي عشرة سنة ، فلمّا ختمها نحر جزوراً (٢).
وعمر الذي أكّد للمسلمين عدّة مرات أنّه كانت هناك سورة في القرآن أكبر من سورة البقرة ولكنّه لا يدري ماذا حلّ بها فعن حذيفة قال : قال لي عمر بن الخطّاب : كم تعدّون سورة الأحزاب؟ قلت : اثنتين أو ثلاثاً وسبعين ، قال : إنْ كانت لتقارب سورة البقرة وإنْ كان فيها لآية الرجم (٣).
وعمر الذي أكّد أنّه كان ممّا يقرأ على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم آية الرجم فنسيها.
روى البخاري في صحيحه ، عن عمر بن الخطّاب أنّه قال : « إنّ الله بعث محمّداً بالحقّ ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان ممّا أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، رجم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورجمنا بعده ، فأخشى إنْ طال بالناس زمان أنْ يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلوا
__________________
(١) سنن الترمذي ٤ : ٣٣٩ ، سنن النسائي ٥ : ١٢٨.
(٢) الدرّ المنثور ١ : ٢١.
(٣) الدرّ المنثور ٥ : ١٨٠.