زوّجها علي بن أبي طالب ، فإنّ الله قد رضيها له ورضيه لها » (١).
وعن عطاء بن أبي رباح ، قال : لمّا خطب علي فاطمة عليهماالسلام أتاها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : « إنّ عليّاً قد ذكرك » فسكتت ، فخرج فزوجها (٢).
وهذا لا يعارض ما تقدم من إيكال أمر زواجها بيد الله تعالىٰ بداهةً ، ما دام علم الله وقضاؤه وقدره قد أحاط بالاشياء قبل إيجادها.
وهي من السنن المستفادة من زواج الزهراء عليهاالسلام فقد روىٰ ابن شهرآشوب عن ابن مردويه ، قال : إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعلي عليهالسلام : « تكلم خطيباً لنفسك » فقال : « الحمدُ لله الذي قرب من حامديه ، ودنا من سائليه ، ووعد الجنة من يتقيه ، وأنذر بالنار من يعصيه ، نحمده علىٰ قديم إحسانه وأياديه ، حمد من يعلم أنه خالقه وباريه ، ومميته ومحييه ، ومسائله عن مساويه ، ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به ونستكفيه ، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، شهادة تبلغه وترضيه ، وأن محمداً عبده ورسوله ، الىٰ أن قال : وهذا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم زوجني ابنته فاطمة علىٰ خمسمائة درهم وقد رضيت ، فاسألوه واشهدوا ».
فقال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وقد زوجتك ابنتي فاطمة علىٰ ما زوجك الرحمن ، وقد رضيت بما رضي الله لها ، فدونك أهلك فانك أحقّ بها مني ».
وفي خبر : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فنعم الأخ أنت ، ونعم الختن أنت ، ونعم الصاحب أنت ، وكفاك برضا الله رضاً » فخرّ علي عليهالسلام ساجداً شكراً لله تعالىٰ
_______________________
١) أمالي الطوسي : ٣٩ / ٤٤. وبحار الأنوار ٤٣ : ٩٣ / ٤.
٢) كشف الغمة / الاربلي ١ : ٣٦٥. والثغور الباسمة / السيوطي : ٣١. وذخائر العقبىٰ : ٢٩ و٣٣. والطبقات الكبرىٰ / ابن سعد ٨ : ٢٠. وتذكرة الخواص : ٣٠٨.