الفصل الثاني
خصائصها الفذّة ومكارم أخلاقها عليهاالسلام
إنّ حياة سيدة النساء عليهاالسلام تعدّ صفحة خالدة علىٰ طول التاريخ ، نقرأ فيها الذروة العليا من مبادىء العفاف والطهارة والاستقامة والعظمة ، ما لا يمكن لأيّة أُنثىٰ في صفحات الوجود أن تبلغه ، فهي غرس النبوة وشجرة الإمامة الباسقة التي نمت علىٰ أنغام كلمات الوحي من فم الصادق الأمين ، الذي كان يحنو عليها ويبذل الوسع في إعدادها لتكون ابنة الرسالة المثلىٰ والقدوة الكبرىٰ لنساء العالمين.
ولقد تجلّت تلك العناية النبوية في الخصائص الفريدة التي تحلّت بها الزهراء عليهاالسلام ، فكانت سيدة النساء وأفضلهن في العلم والأدب والفصاحة والبيان والخلق الرفيع والعبادة ومكارم الأخلاق.
قالت عائشة : ما رأيت قطّ أفضل من فاطمة غير أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
ولم تنل فاطمة عليهاالسلام مرتبة السيادة السامية لأنّها بنت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وحسب ، ولكن الله تعالىٰ اختارها وفضّلها علىٰ نساء العالمين ، وأكرمها بما جاء علىٰ لسان الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوىٰ من الأحاديث الجمّة
_______________________
١) المعجم الأوسط / الطبراني ٣ : ٣٤٩ / ٢٧٤٢. والإصابة ٤ : ٣٧٨ أخرجه عن المعجم الأوسط ، وقال : سنده صحيح علىٰ شرط الشيخين. ومجمع الزوائد ٩ : ٢٠١. وقال : رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى ، ورجالهما رجال الصحيح. وإتحاف السائل : ٢٨.