وهو يقول : ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ) (١). فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « آمين » فلمّا رفع رأسه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « بارك الله عليكما ، وبارك فيكما ، وأسعد جدكما ، وجمع بينكما ، وأخرج منكما الكثير الطيب » ثم أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بطبق بُسرٍ وأمر بنهبه ، ودخل حجرة النساء ، وأمر بضرب الدف (٢).
وفي حديث علي عليهالسلام وأُمّ سلمة وسلمان ( رضي الله عنهما ) قالوا : فقال المسلمون لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : زوجته يا رسول الله ؟ فقال : « نعم » فقالوا : بارك الله لهما وعليهما ، وجمع شملهما ، وانصرف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلىٰ أزواجه ، فأمرهن أن يدففن لفاطمة عليهاالسلام ، فضربن بالدفوف (٣).
كان مهر الزهراء عليهاالسلام خمسمائة درهم ، وهو الذي جرت به السُنّة ، وقد تقدّم ذكر ذلك في خطبة أمير المؤمنين عليهالسلام المتقدمة ، وقيل : أربعمائة مثقال فضة ، وهو المروي عن أنس بن مالك ، في خطبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حين العقد ، قال أنس : كنت عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فغشيه الوحي ، فلما أفاق قال لي : « يا أنس ، أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش ؟ » قال : قلت : الله ورسوله أعلم. قال : « أمرني أن أزوّج فاطمة من علي ، فانطلق فادع لي أبا بكر وعمر وعثمان وعليّاً وطلحة والزبير ، وبعددهم من الأنصار ».
قال : فانطلقت فدعوتهم له ، فلمّا أن أخذوا مجالسهم قال رسول
_______________________
١) سورة النمل : ٢٧ / ١٩.
٢) مناقب ابن شهرآشوب ٣ : ٣٥١. وبحار الأنوار ٤٣ : ١١١.
٣) كشف الغمة / الاربلي ١ : ٣٥٨.