وقد حقّق جملة من الباحثين في الموضوع ، وخلصوا إلىٰ القول بأن زوجتي عثمان هما بنتا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالتبنّي ، وليس من صُلبه الشريف (١) ، وعلىٰ هذا يسقط الاعتراض من الأساس.
ودرس آخر نتعلّمه من زواج الزهراء عليهاالسلام هو الاستئذان من الفتاة البكر ومشاورتها واستئمارها لكسب رضاها قبل الزواج ، وهو من الحقوق المهمة التي أولاها الإسلام للمرأة إظهاراً لكرامتها ، وعلىٰ الرغم من أن زواج الزهراء عليهاالسلام كان بأمر الله تعالىٰ ، فقد عمل ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سنة وتأديباً للاُمّة.
روىٰ الشيخ الطوسي بالاسناد عن الضحاك بن مزاحم قال : سمعت علي ابن أبي طالب يقول : « أتاني أبو بكر وعمر فقالا : لو أتيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكرت له فاطمة. قال : فأتيته ، فلما رآني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ضحك ثم قال : ما جاء بك يا أبا الحسن ، وما حاجتك ؟ قال : فذكرت له قرابتي وقدمي في الإسلام ونصرتي له وجهادي فقال : يا علي ، صدقت ، فأنت أفضل مما تذكر. فقلت : يا رسول الله ، فاطمة تزوجنيها ؟ فقال : يا علي ، إنّه قد ذكرها قبلك رجال ، فذكرت ذلك لها ، فرأيت الكراهة في وجهها ، ولكن علىٰ رسلك حتىٰ أخرج إليك فدخل إليها ... فقال لها : يا فاطمة. فقالت : لبيك لبيك ، حاجتك يارسول الله ؟ قال : إنّ علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه ، وإني سألت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبّهم إليه ، وقد ذكر من أمرك شيئاً فما ترين ؟ فسكتت ولم تولّ وجهها ، ولم ير فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كراهة ، فقام وهو يقول : الله أكبر ، سكوتها إقرارها ، فأتاه جبرئيل عليهالسلام فقال : يا محمد ،
_______________________
١) راجع كتاب بنات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم / السيد جعفر مرتضىٰ العاملي.