ابنة أبي جهل علىٰ فاطمة عليهاالسلام ، وأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شكاه علىٰ المنبر إلىٰ المسلمين ، فقال : إنّ عليّاً يريد أن يتزوج ابنة عدوّ الله علىٰ ابنة نبي الله ، ألا إنّ فاطمة بضعة منّي ، فمن أذاها فقد آذاني ، ومن سرّها فقد سرّني ، ومن غاظها فقد غاظني » (١).
وذكر الإمام الصادق عليهالسلام في حديث آخر قصة هذا الحديث ، مبيّناً كيفية وضعه واختلاقه ، كونه سعاية من أحد الأشقياء المبغضين لأهل البيت عليهمالسلام ليؤذي فاطمة عليهاالسلام ويوقع بزعمه بين الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي عليهالسلام ، وقد رواه الشيخ الصدوق مسنداً في ( العلل ) (٢).
وأثبت كثير من أعلام الطائفة وغيرهم بطلان هذه الحكاية من وجوه عديدة ، ومخالفتها لصحيح النقل وقطعي السُنّة وحكم العقل وثوابت العلاقة الالهية بين النبي ووصيه وبضعته الزهراء ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، وفيما يلي نذكر بعض ما جاء عنهم :
أولاً : قال السيد المرتضىٰ رحمهالله : هذا خبر باطل موضوع.. ذكره الكرابيسي (٣) » طاعناً به علىٰ أمير المؤمنين « صلوات الله عليه » ، ومعارضاً
_______________________
١) أمالي الصدوق : ١٦٥ / ١٦٣ المجلس ٢٢.
٢) علل الشرائع ١ : ١٨٥ ـ باب ١٤٨ / ٢.
٣) هو أبو علي الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي ، المتوفىٰ سنة ٢٤٨ هـ ، من أصحاب الشافعي والرواة عنه ، ويقال إنه من جملة مشايخ البخاري صاحب الصحيح. قال الأزدي : ساقط لا يراجع إلىٰ قوله ، وقال ابن حبان : كان ممن يحسن الفقه والحديث ، ولكن أفسده قلّة عقله.
ونقل ابن أبي حاتم عن الخولاني قال : إنّ أحمد بن حنبل رمىٰ الكرابيسي بالجهمية ، وعن مسلم بن قاسم في ( الصلة ) ، قال : كان الكرابيسي غير ثقة في الرواية.