بذكره لبعض ما يذكره شيعته من الأخبار في أعدائه ، وهيهات أن يشتبه الحق بالباطل ، ولو لم يكن في ضعفه إلّا رواية الكرابيسي له واعتماده عليه ، وهو من العداوة لأهل البيت عليهمالسلام والمناصبة لهم والازراء علىٰ فضائلهم ومآثرهم علىٰ ما هو مشهور ، لكفىٰ.
على أنّ هذا الخبر قد تضمّن ما يشهد ببطلانه ويقضي بكذبه ، من حيث ادعي فيه أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذمّ هذا الفعل وخطب بانكاره علىٰ المنابر ، ومعلوم أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لو كان فعل ذلك علىٰ ما حكي ، لما كان فاعلاً لمحظور في الشريعة ؛ لأنّ نكاح الأربع علىٰ لسان نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم مباح ، والمباح لا ينكره الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ويصرّح بذمّه ، وبأنّه متأذٍ به ، وقد رفعه الله عن هذه المنزلة ، وأعلاه عن كل منقصة ومذمّة ، ولو كان صلىاللهعليهوآلهوسلم نافراً من الجمع بين بنته وبين غيرها بالطباع التي تنفر من الحسن والقبيح ، لما جاز أن ينكره بلسانه ، ثمّ ما جاز أن يبالغ في الانكار ، ويعلن به علىٰ المنابر وفوق رؤوس الأشهاد ، ولو بلغ من إيلامه لقلبه كل مبلغ ، فما اختص به من الحلم والكظم ، ووصفه الله به من جميل الأخلاق وكريم الآداب ، ينافي ذلك ويحيله ويمنع من إضافته إليه وتصديقه عليه ، وأكثر ما يفعله مثله صلىاللهعليهوآلهوسلم في هذا الأمر ، إذا ثقل عليه ، أن يعاتب سرّاً ، ويتكلم في العدول عنه خفياً ، علىٰ وجه جميل ،
_______________________
وقال ابن النديم : كان الكرابيسي من المجبرة .. وله من الكتب كتاب الإمامة ، فيه غمز علىٰ علي عليهالسلام.
وروىٰ الخطيب بالاسناد عن أبي البختري قال : سمعت الكرابيسي يقول : ما خصّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم علياً بفضيلة إلّا وقد شركه فيها فلان وفلان وجُليبيب ، قال : فرأيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في النوم ، فسمعته يقول : كذب ، ما هو كهم ، ولا محله كمحلهم ، ولا منزلته كمنزلتهم. راجع تاريخ بغداد ٨ : ٦٦. وميزان الاعتدال ١ : ٥٤٤. ولسان الميزان ٢ : ٣٠٣. وأنساب السمعاني ٥ : ٤٢. وفهرست ابن النديم : ٢٧٠.