توفّرت لها فرصة المطالبة بحقوقها المالية المترتبة لها من الموروث النبوي ، وسنأتي علىٰ بيانه في المبحث الثاني.
منع الحقوق المالية للزهراء عليهاالسلام
ثم كان بعد انتهاك حرمة بيت الزهراء عليهاالسلام وإيذائها ، والاعتداء علىٰ وصيّ المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين عليهالسلام ، أن وضعت السلطة يدها علىٰ نحلة الزهراء في فدك ، لتصبح من مصادر بيت المال وموارد ثروة الدولة ، أو طعمةً لمن ولي الأمر بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفدك قرية بناحية الحجاز ، بينها وبين المدينة يومان ، فيها عين فوّارة ونخل كثير ، قد غرس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعضه بيده ، وهي أرض كانت لليهود ، فأفاءها الله علىٰ رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلحاً سنة ٧ هـ ، وذلك لمّا فرغ صلىاللهعليهوآلهوسلم من فتح خيبر ، قذف الله تعالىٰ الرعب في قلوب أهل فدك ، فبعثوا إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فصالحوه علىٰ النصف ، وروي أنّهم صالحوه عليها كلها ، فكانت خالصة لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنّه لم يوجف عليها المسلمون بخيلٍ ولا ركاب (١).
١ ـ ثبت من طرق الشيعة والعامّة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد منح فدك إلىٰ ابنته الزهراء عليهاالسلام في حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقد روي عن علي أمير المؤمنين عليهالسلام وابن
_______________________
١) راجع : تاريخ الطبري ٣ : ١٥. والكامل في التاريخ / ابن الأثير ٢ : ٢٢١. وشرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٢١٠. وسنن أبي داود ٣ : ١٤٣ / ٢٩٧١ ـ باب في صفايا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الأموال. وفتوح البلدان / البلاذري : ٤٣. ومعجم البلدان / ياقوت ـ فدك ـ ٤ : ٢٧١.