الفصل الثالث
الزهراء عليهاالسلام بعد أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم
إنّ ما تعرّضت له وحيدة المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم وحبيبته وأعزّ الناس عليه بعد رحيله إلىٰ رضوان ربه ورحمته ، يعتبر الحلقة الاُولىٰ من مسلسل التآمر علىٰ عترة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المتمثل في اغتصاب حقّهم ـ الذي سطّرته السماء لهم ، باعتبارهم ورثة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأوصياءه وولاة الأمر من بعده ـ والاستغناء عنهم في المشورة ، مع شدّة الوطأة عليهم في أمر البيعة ، واهتضام حقوقهم سواءً كانت نحلةً أو إرثاً أو فيئاً أو خمساً ، وسوقهم مع سائر الرعايا بعصا واحدة ، هذا والجرح لمّا يندمل والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا يجفّ تراب رمسه الشريف المطهّر.
ولم تنته تلك المؤامرة بقتل الحسن والحسين عليهماالسلام سيدي شباب أهل الجنة ، وقتل أولادهم وسبي ذراريهم ، وتتبّع شيعتهم ومحبيهم وأتباعهم تحت كل حجر ومدر ، بل لازالت متواصلة الفصول تفعل فعلتها في استهداف الخطّ الرسالي الأصيل وعزله عن أداء دوره في بناء الإنسان والمجتمع.
ولقد أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بحصول كلّ هذا من بعده فقال : « إن أهل بيتي