وعن محمد بن كعب القرظي ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ـ في خطبةٍ له بأهل العراق ـ قال : « قد رأيتني مكثت ثلاثة أيام من الدهر ما أجد شيئاً آكله حتىٰ خشيت أن يقتلني الجوع ، فأرسلت فاطمة إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تستطعمه لي. فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا بنية ، والله ما في البيت طعام يأكله ذو كبد إلّا ماترين ـ لشيء قليل بين يديه ـ ولكن ارجعي فسيرزقكم الله ، فلمّا جاءتني فأخبرتني انفلتّ وذهبت حتىٰ آتي بني قريظة ، فإذا يهودي علىٰ شقّة بئر ، فقال : يا عربي هل لك أن تستقي لي نخلي كلّ دلو بتمرة ، فجعلت أنزع ، فكلّما نزعت دلواً أعطاني تمرةً ، حتىٰ إذا امتلأَت يدي من التمر قعدت فأكلت وشربت من الماء ، ثم قلت : يالك بطناً ، لقد لقيت اليوم ضراً ! ثمّ نزعت مثله لابنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ انفلتّ راجعاً... » (١) الحديث.
وعن أسماء بنت عميس ، عن فاطمة عليهاالسلام : « أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أتاها يوماً فقال : أين ابناي ـ يعني حسناً وحسيناً ـ. قالت : أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق ، فقال علي عليهالسلام : أذهب بهما ، فإني أتخوف أن يبكيا عليك ، وليس عندك شيء » (٢).
_______________________
١) مسند فاطمة عليهاالسلام / السيوطي : ٩٦.
٢) المعجم الكبير / الطبراني ٢٢ : ٤٢٢ / ١٠٤٠. وذخائر العقبىٰ : ٤٩ / ٥١٠٤.