ولكنّهم لو فعلوا لكنتم عليهم جَحْفاً جَحْفاً (١).
وذلك الاتفاق يهدف إلىٰ إقصاء عترة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أداء دورهم الرسالي ، وهضم حقوقهم ، والاستيلاء علىٰ الملك ، مهما كانت الوسائل ، وحتىٰ لو انتهت بقتل أمير المؤمنين عليهالسلام ( وأرادا به العظيم ) (٢) كما قتلوا سعد ابن عبادة ، الذي ذهب إلىٰ الشام مهاجراً ومغاضباً لأصحاب السقيفة بعد أن هتف عمر أمام المهاجرين والأنصار : اقتلوه قتله الله ، فإنّه صاحب فتنة (٣) ، ثم بعث رجلاً إلىٰ الشام ، فرماه بسهم فقتله (٤).
وما كان اهتمام عمر بانتزاع البيعة بشتىٰ الوسائل ، وإن أدىٰ إلىٰ القتل والتحريق ، إلّا إمضاءً لذلك الاتفاق وحرصاً علىٰ تحقيق كامل أهدافه.
عن ابن عباس ، قال : بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلىٰ علي عليهالسلام حين قعد في بيته ، وقال : ائتني به بأعنف العنف ، فلمّا أتاه جرىٰ بينهما كلام ، فقال علي عليهالسلام : احلب حلباً لك شطره ، والله ما حرصك علىٰ إمارته اليوم إلّا ليؤمّرك غداً (٥). وفي رواية : أشدد له اليوم أمره ليردّ عليك غداً (٦).
ولهذا كشفت الزهراء عليهاالسلام عن موقفها من سلطة السقيفة أمام الملأ حينما
_______________________
١) شرح ابن أبي الحديد ٢ : ٥٨. وقوله : جحفاً جحفاً : أي فخراً وشرفاً.
٢) وقد مرّ بك قول عمر له عليهالسلام : إذن والله نقتلك ، وقول أبي بكر لعمر : إن أبوا فقاتلهم وكذا في شورىٰ عثمان ، هدّده عبدالرحمن بن عوف بالقتل إن لم يبايع.
٣) تاريخ الطبري ٣ : ٢٠٦. وأنساب الأشراف ٢ : ٢٦٣.
٤) العقد الفريد ٥ : ١٣.
٥)أنساب الأشراف ٢ : ٢٦٩.
٦)شرح ابن أبي الحديد ٦ : ١١.