وبقول لطيف...
فو الله إنّ الطعن علىٰ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بما تضمّنه هذا الخبر الخبيث أعظم من الطعن علىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام ، وما صنع هذا الخبر إلّا ملحد قاصد للطعن عليهما ، أو ناصب معاند لا يبالي أن يشفي غيظه بما يرجع علىٰ أصوله بالقدح والهدم.
علىٰ أنّ لا خلاف بين أهل النقل أنّ الله تعالىٰ هو الذي اختار أمير المؤمنين عليهالسلام لنكاح سيدة النساء ( صلوات الله وسلامه عليها ) وأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ردّ منها جلّة أصحابه وقد خطبوها ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّي لم أزوّج فاطمة علياً حتىٰ زوجها الله إياه في سمائه » ونحن نعلم أنّ الله سبحانه لا يختار لها من بين الخلائق من يغيرها ويؤذيها ويغمّها ، فإنّ ذلك من أدلّ دليل علىٰ كذب الراوي لهذا الخبر.
وبعد فإنّ الشيء إنما يحمل علىٰ نضائره ، ويلحق بأمثاله ، وقد علم كلّ من سمع الأخبار أنّه لم يعهد من أمير المؤمنين عليهالسلام خلاف علىٰ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا كان قطّ بحيث يكره ، علىٰ اختلاف الأحوال وتقلّب الأزمان وطول الصحبة ، ولا عاتبه صلىاللهعليهوآلهوسلم علىٰ شيءٍ من أفعاله ، مع أنّ أحداً من أصحابه لم يخل من عتاب علىٰ هفوة ونكير ، لأجل زلّة ، فكيف خرق بهذا الفعل عادته ، وفارق سجيّته وسنته ، لولا تخرّص الأعداء وتعدّيهم (١).
ثانياً : ذكر ابن أبي الحديد هذا الخبر ضمن الأحاديث الموضوعة في ذمّ علي أمير المؤمنين عليهالسلام من قبل المنحرفين عنه ، حيث نقل عن شيخه أبي جعفر الأسكافي أنه قال : إنّ معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من
_______________________
١) تنزيه الأنبياء / السيد المرتضىٰ : ١٦٧ ـ ١٦٩ ، منشورات الرضي ـ قم ، ونقله الشيخ الطوسي في تلخيص الشافي ٢ : ٢٧٦ ـ ٢٧٩ ، منشورات عزيزي ـ قم.