لفاطمة كفؤ علىٰ وجه الأرض ، آدم فمن دونه » (١).
فلم تكن بين أهل الكساء امرأة قط غير فاطمة عليهاالسلام ، ولم يطهّر الله امرأة من نساء العالمين من الرجس غير فاطمة عليهاالسلام ، ولم يخرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بمسلمة إلىٰ مباهلة وفد نصارىٰ نجران غير فاطمة عليهاالسلام ، ولم تكنىٰ بنت نبي بأُمّ أبيها غير فاطمة عليهاالسلام ، ولم يكن لامرأة اجتمعت فيها هذه الخصال من كفءٍ غير يعسوب المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وهكذا حكمت السماء.
وعليه فالكفاءة هنا ليست نَسَبِيّة حيث إننا قد نجد كفوءاً نسبياً للزهراء عليهاالسلام كأمير المؤمنين عليهالسلام من سائر أبناء أبي طالب ، وليس المراد الكفاءة بالمال والغنىٰ ، ففي رجالات العرب من هو أغنىٰ من أمير المؤمنين عليهالسلام الذي تقدم إلىٰ الزهراء عليهاالسلام وما كان يملك غير سيفه ودرعه وناضحه ، ولكن أنّىٰ لنا أن نجد كفوءاً لها يوازيها في الحكمة والهدىٰ والرحمة وميراث النبوة وافتراض الولاء والطاعة علىٰ الناس أجمعين غير علي عليهالسلام ؟
هذا ، وقد يقال : ما تقول بزواج عثمان ببنتي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟
قلنا : هذا قياس مع الفارق الكبير إذ لم تكن بضعة للنبي من بناته سوىٰ الزهراء عليهاالسلام ، ولم تختص واحدة من بناته صلىاللهعليهوآلهوسلم بما اختصّت به البتول كما بيناه ، علىٰ أن زوجتي عثمان قد زوجهما النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من كافرين قبله ، كما أن في زواج عثمان اختلافاً كثيراً كما يقول ابن شهرآشوب (٢).
_______________________
١) المناقب / ابن شهرآشوب ٢ : ١٨١. والكافي ١ : ٤٦١ / ١٠. والتهذيب ٧ : ٤٧٠ / ٩٠. والفقيه ٣ : ٢٤٩ / ١١٨٣. وأمالي الصدوق : ٦٨٨ / ٩٤٥. وعلل الشرائع ١ : ١٧٨ / ٣. والخصال / الشيخ الصدوق : ٤١٤ / ٣ طبع جماعة المدرسين ـ قم.
٢) مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ١٨٢.