في بيان خصائصها ومكارم أخلاقها عليهاالسلام ، كما أنّها أجهدت نفسها في مرضاة الله عزّ وجلّ واستحقّت شرف الحصول علىٰ هذه المرتبة بفضل زهدها وإخلاصها ويقينها وعبادتها وإنفاقها وجهادها وصبرها وتحملها في سبيل الله ، فكانت رمزاً وقدوة للمرأة في المجتمع الإسلامي.
ومن هنا حظيت بمناقب فذّة ومزايا عجيبة ، فكان زواجها بأمر الله تعالىٰ ، وكانت من الخمسة أهل الكساء عترة النبي المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وفرض مودتهم علىٰ جميع الخلق ، وأوجب التمسك بهم والاقتداء بهديهم بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واختصها الله تعالىٰ بقوله في آية المباهلة : ( وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ ) فتفرّدت بنيل ذلك الشرف من دون نساء الاُمّة ، وجعل الله تعالىٰ في نسلها الذرية الطاهرة من آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي ذلك شرف لا يضاهىٰ وفضل لا يدانىٰ.
قال الشاعر :
تفرّدت بالذكا والعلم واتخذت |
|
من الخلائق والآداب ساميها |
والله كمّل تكميلاً محاسنها ال |
|
زهرا فسافرها زاهٍ وخافيها |
وإنّها فذّة بين النساء فلا |
|
بنت لحوّاء تدنو من معاليها (١) |
وفي هذا الفصل سنورد بعض الأخبار الدالة علىٰ خصوصيتها بشرف المنزلة وتفرّدها بعلو الدرجة ، من خلال مبحثين :
الأول : في مناقب الزهراء عليهاالسلام وخصائصها.
الثاني : في مكارم أخلاقها.
_______________________
١) من القصيدة العلوية / عبد المسيح الانطاكي : ٩٥.