قال ابن سيرين : طلبت ذلك الكتاب ، وكتبت فيه إلىٰ المدينة ، فلم أقدر عليه (١) .
وكان الإمام عليٌّ عليهالسلام في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من أبرز كتَّاب الوحي ، ولمَّا توفِّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر علياً عليهالسلام يجمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ ، لذلك باشر عليهالسلام بجمع القرآن وترتيبه ، ولمَّا تولَّىٰ أبو بكر الخلافة أمر من جهته بجمع القرآن الكريم ، وقد أسند هذه المهمَّة إلىٰ الصحابي زيد بن ثابت الأنصاري .
ولمَّا كان الإمام عليٌّ عليهالسلام أكثر الصحابة ملازمة لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واختصاصاً به ، فقد كان أكثر من عُرف عنه تفسير القرآن الكريم ، ألم يقل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بشأنه : إنَّه أكثرهم علماً ؟
وذكر القرطبي في تفسيره : « فأمَّا صدر المفسِّرين والمؤيَّد فيهم ، فعليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، ويتلوه عبد الله بن عبَّاس ، وهو تجرَّد للأمر وكمّله ، وقال ابن عبَّاس : ما أخذت من تفسير القرآن فعن عليِّ بن أبي طالب » (٢) .
وروي عن عليٍّ عليهالسلام أنَّه قال : « سلوني ، فوالله لا تسألوني عن شيءٍ إلَّا أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله ، فوالله ما من آيةٍ إلَّا وأنا أعلم أبليل نزلت ، أم بنهار ، أم في سهل ، أم في جبل » (٣) .
وفي عهد أبي بكر واجه ـ وهو الخليفة ـ مشكلة في معنىٰ بعض مفردات القرآن أحرجته كثيراً ، فقال في التخلُّص منها قولاً عجيباً ، فبلغ
_______________________
١) انظر فهرست النديم : ٤٢ ، الإتقان في علوم القرآن ١ : ١٦٦ ، المكتبة العصرية ـ بيروت ١٩٨٨ م .
٢) تفسير القرطبي ١ : ٢٧ .
٣) الإتقان في علوم القرآن ٤ : ٢٠٤ .